الثلاثاء، 30 يونيو 2009

اختر الإجابة الصحيحة.. هل تحترق مصر صدفة أم عمدا



حريق الشرابية

"ولعها ولعها .. شعللها شعللها" .. لم يكن المطرب الشعبي الذي ردد هذه الأغنية يعلم أن دعواه سوف تلقى صدى كبير لها في مصر، وهو ما أكده الحرائق الذي طال المحروسة مؤخرا، والتي تثير الدهشة بكثرتها وضخامتها وفداحة خسائرها، مما يثير الشكوك حول أسبابها وهل وراء هذه الكوارث قصد جنائي مرتب مسبقا، وكان أخر هذه الحوادث الحريق الذي شب حريق في أحد مخازن مستشفي أسيوط العام ، مما أصاب المرضي والعاملين بالذعر وفروا هاربين إلي الشارع، خوفاً من انتشار الحريق في المبني كله.

وأنقذت العناية الإلهية الأفراد الذين تواجدو بالمستشفي وقت وقوع الحريق، واقتصرت الخسائر على حدوث تلف في عدد من الأسرة، والوسادات، والمراتب الموجودة بالمخزن. بينما تمت السيطرة على الحريق خلال ساعات قليلة، حيث انتقلت إلى مكان الحادث الأجهزة الأمنية برفقة 8 سيارات من الدفاع المدني، و4 سيارات إسعاف.

عقب سيجارة

ورجح الدكتور خيري عبد البديع نائب مدير المستشفي، كما صرح لجريدة البديل، أن اندلاع الحريق "عقب سيجارة" قام بإلقائه أحد عمال الصيانة الذين يعملون في صيانة وترميم المستشفي.

ومن جنوب مصر إلى وسطها وشرقها حيث وقعت 3 حرائق بمدينة العاشر من رمضان ومحافظة البحر الأحمر، والتي أسفرت عن إصابة سبعة أشخاص الخميس الماضي 2/4/2009.

أولها حريق كبير شب بمصنع لتصنيع العبوات بمدينة العاشر من رمضان، مما أسفر عن إصابة 7 أشخاص من بينهم اثنان من قوة الحماية المدنية وتمكن رجال الحماية المدنية من محاصرة النيران وإخمادها قبل امتدادها إلى المصانع المجاورة، ولم يتم التعرف على أسباب وقوع الحريق بعد.

والثاني والثالث في محافظة البحر الأحمر، حيث شب حريقان بعمارة تحت الإنشاء في قرية الصيادين بمنطقة الميناء ومحل للأدوات الكهربائية، وتمت السيطرة علي حريق العمارة الذي نشأ عن اشتعال النيران فى القمامة المجاورة لها.

أما حريق محل أدوات كهربائية بوسط مدينة الغردقة فقد شب نتيجة ماس كهربائى وتمكنت سيارات الإطفاء من السيطرة عليه دون وقوع خسائر.



حريق أسيوط

أما الأكثر اشتعالا .. فكان يوم الاثنين 30 ماس 2009 حيث اندلعت النيران في فرع التوحيد والنور بحلوان، وتفحهمه في لحظات، وقبل انتهاء الحريق شب آخر ليلتهم الأكشاك التجارية فى فى منطقة سوق الجمعة بالسيدة عائشة. وقبل الانتهاء من هذا الحريق حتى تحولت عزبة بلال فى الشرابية، إلى كتلة من النيران، مما أسفر عن إصابة 16 شخصا بجروح واختناقات وخسائر قُدرت بـ 30 مليون جنيه.

وش إجرام


وكان بطل أبشع هذه الحرائق، عاطل ومتهم في 9 قضايا، حيث أشعل حريق الشرابية بعد أن هدد بإشعال المنطقة عقابا للأهالي على التعاطف مع غريم له تشاجر معه قبل ساعات من الحريق، ثم نفذ تهديده فجر يوم الحادث باستخدام قارورة تحتوى على كمية كبيرة من البنزين.

وتسبب الحريق في تدمير 150 كوخا و120 متجرا للخشب وأصيب على إثره 13 من الأهالي، وتمكن رجال الحماية المدنية بصعوبة بالغة من إخماد الحريق بعد 6 ساعات من اشتعاله نظرا لضيق الشوارع في عزبة بلال بالشرابية، هي إحدى العشوائيات المنتشرة وسط القاهرة منذ ما يزيد عن 40 عاما، فضلا عن وجود كميات كبيرة من الأخشاب في الشوارع، تسببت في إعاقة عمليات الإطفاء، وقد قدرت الخسائر وقدرت الخسائر بأكثر من 10 ملايين جنيه.

أما الحريق المروع الذي شب بأحد فروع سلسلة محلات التوحيد والنور بحلوان، تمت السيطرة عليه بعد ثلاث ساعات من اشتعاله في العقار المكون من خمسة طوابق، نتيجة حدوث انفجار فى غرفة الكهرباء الرئيسية.

وتمكن رجال الإطفاء من السيطرة على الحريق، الذي أتى على محتويات المحل بالكامل الذي تقدر خسائره بـ20 مليون جنيه مصري ولم تحدث خسائر في الأرواح، ولكن أصيب ثلاثة من رجال الإطفاء باختناقات أثناء إخماد الحريق.

في غضون ذلك شب حريق ضخم فى منطقة سوق الجمعة بالسيدة عائشة، التهمت على إثره النيران أكثر من 35 كشكا لبيع الادوات الصحية والاخشاب والسيراميك. وانتقل اكثر من 20 سيارة اطفاء الى المكان وحاولت الدخول الى المنطقة الا ان ضيق الشوارع حالت دون ذلك، فلجأوا الى الصعود الى كوبرى التونسى لاطفاء الحريق، وأدى التأخر في الإطفاء لمدة تقرب من ساعة الى امتداد النيران الى الاكشاك المجاورة، وارتفعت ألسنة اللهب إلى أعلى وأغلقت أجهزة الأمن أعلى كوبرى التونسى تخوفا من امساك النيران بالسيارات المارة أعلى الكوبرى.



حريق رمسيس

وكانت شرارة تطايرت من قطار البضائع السبب وراء اشتعال النيران. وسيطرت إدارة الدفاع المدنى على الحريق بعد ساعتين من نشوبه، بينما استغرقت عملية التبريد ساعتين اضافيتين.

ولمواجهة هذه الكوارث الثلاثة ذات اليوم الواحد بُذلت جهود ضخمة ومكثفة، حيث تضافرت جهود إدارات الحماية المدنية بمحافظات القاهرة والجيزة والقليوبية، والقوات المسلحة ومحافظة القاهرة حيث دفعوا بـ 76 سيارة إطفاء ووزارة البترول ساعدت بعدد من خزانات المياة للمساعدة في إخماد النيران التي ارتفعت إلى عنان السماء.

وسط البلد يشتعل

أما في 14 من نفس الشهر – مارس- نشب حريق بمخزن لإطارات السيارات بأحد العقارات وسط القاهرة، توجهت على إثره 12 سيارة إطفاء للسيطرة على النيران وإخمادها قبل امتدادها إلى باقي العقارات المجاورة، بعد ان امتدت آثاره إلى ثلاثة شقق بالعقار، وقد أصيب جراء الحريق نحو عشرة أشخاص من بينهم ضابطان بالمطافئ. وتلعب لوحة الكهرباء الخاصة بمخزن الإطارات دورها في هذا الحادث أيضا.

وأعادت هذه الحوادث المتكررة إلى الأذهان قصة حرائق وسط القاهرة المميزة أواخر العام الماضي، حيث شهدت هذه المنطقة في 28 سبتمبر الماضي حادثا مماثلا ، إثر اندلاع النيران في القاعة الرئيسية بالمسرح القومي في منطقة العتبة ، الأمر الذي أدى إلى سقوط القبة الرئيسية للمسرح، بالإضافة إلى لتدمير قاعة جورج أبيض وقاعة عبد الرحيم الزرقاني، وتدمير ملابس تاريخية وتراث مؤسسي وعباقرة المسرح القومي مثل يوسف وهبي، كما امتدت النيران إلي المبانى السكنية المجاورة وأحدثت بها حرائق محدودة تم التعامل معها بسرعة.

وأعلنت السلطات أن الحريق نجم عن وجود مجموعة من عمال اللحام كانوا يعملون بالستارة الرئيسية للمسرح، ونشب حريق بالستارة بسبب شرارة اللحام امتد بعدها للقبة الرئيسية وانفجرت أجهزة تكييف على إثر ذلك.

وحريق المسرح القومي الثاني من نوعه، الذي يندلع في مبان حكومية خلال شهر، بعد حريق مجلس الشوري في 19 أغسطس الذي سبب خسائر مادية فادحة، كما أدى إلى مصرع شخص وإصابة 17 أغلبهم من رجال الإطفاء.

وقد عاشت منطقة وسط القاهرة خلال هذا الحريق حالة تأهب واستنفار تحسبا لامتداد حريق مجلس الشورى للمباني المجاورة وخاصة مجلس الشعب، فقد ظلت النيران مشتعلة بأحد مباني المجلس وهو مبنى وزارة الري القديم على مدى 14 ساعة متواصلة قضت خلالها على المبنى بأكمله .

وأدى الخوف من تطاير الشرر من المبنى المحترق للمباني المجاورة، إلى قضاء عدد من سكان هذه المباني ليلتهم في الشوارع، فيما استعد العديد للفرار متذكرين حريق القاهرة الشهير في يناير 1952.



حريق الشورى

نظرية المؤامرة

وبعد هذا العرض لهذه الحرائق الكارثية .. يرجح البعض نظرية المؤامرة لتفسير أسباب وقوع هذه الحوادث وأنها جميعا ترتبط بخيط واحد، فنيران المناطق العشوائية طريقة للإسراع في القضاء على العشوائيات بالعاصمة المصرية، وهي مأوي فقراء ومعدمي مصر، حيث يراها المسئولون بالدولة قنابل موقوتة لابد من تطهيرها.

وفي إطار نظرية المؤامرة أيضا لا يغيب عن الأذهان دور رجال الأعمال، المتحكمين في أمور الدولة المصرية هذه الأيام، حيث ثارت الشكوك حول تورطهم في حرائق وسط القاهرة من أجل شراء تلك البنايات، التي آلت ملكية العديد منها لشركة مصر للتأمين بعد أن توفي العديد من ملاكها الأجانب أو غادروا مصر و الاستفادة منها في بناء فنادق سياحية لمواجهة التدفق السياحي المأمول خلال المرحلة المقبلة.

ليست هناك تعليقات: