دبي - فراج اسماعيل
أثار حضور زوجة جمال مبارك نجل الرئيس المصري الجلسة الافتتاحية لمنتدى دافوس بشرم الشيخ، الجدل مجددا حول مستقبل زوجها، وتوقعات توريث الحكم في مصر.
وللمرة الثانية تجتذب السيدة خديجة الجمال عدسات المصورين وأنظار المتابعين لدى دخولها أمس الأحد القاعة المخصصة للمنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس". وكانت المرة الأولى في مايو/ايار 2006 في نفس المنتدى عندما ظهرت رسميا لأول مرة كخطيبة لجمال مبارك وجلست في جلسة الافتتاح بينه وبين وزير الخارجية أحمد أبو الغيط.
وقالت جريدة "المصري اليوم" إن أنظار المصورين ووكالات الأنباء اتجهت نحوها في اليوم الأول. ومع ذلك لم تظهر أي صور لنشاطها في دافوس في الصحافة المصرية الصادرة صباح اليوم الاثنين، ما عدا صورة في جريدة الأهرام بدون اسمها.
واعتبر الكاتب الصحفي المصري حمدي رزق التحليلات التي ربطت ظهور خديجة الجمال بالتوريث من قبيل التعسف وقال لـ"العربية.نت": لم يظهر لها نشاط حتى الآن يشكل علامة يستند إليها البعض فيما يذهب إليه.
وتذيع قناة "العربية" غدا الثلاثاء حوارا أجرته الزميلة راندا أبو العزم مراسلتها في القاهرة مع جمال مبارك تحدث فيه على مدار نصف ساعة عن عدة قضايا مهمة منها مستقبله السياسي، ورد فعله على خطاب الرئيس الأمريكي بوش في الكنيست الاسرائيلي وفي منتدى شرم الشيخ مؤخرا.
كذلك أجاب على أسئلة بشأن الأداء الحكومي في مصر، وموجة غلاء الأسعار التي اعقبت العلاوة الاجتماعية وقدرها 30% التي أعلنها الرئيس مبارك في عيد العمال في أول مايو/ايار الماضي، ورأيه في الانتقادات التي تشنها ضده بعض الصحف المعارضة في مصر، وزيارته الأخيرة لفرنسا ولقائه مع الرئيس الفرنسي ساركوزي والانتقادات التي وجهت له بسبب أن هذه الزيارة التي جاءت تلبية لدعوة من أحد الأحزاب الفرنسية لا تتاح لمسؤولي الأحزاب الأخرى.
 |
ظهور نادر جدا وأشار الصحافي حمدي رزق إلى أن " ظهور خديجة الجمال قليل جدا منذ تزوجت جمال مبارك، بل ونادر جدا جدا، حتى في حضور الأفراح، ويقتصر على المناسبات الاجتماعية وبعض المناسبات الرياضية القومية".
وأرجع حضورها لمنتدى دافوس في شرم الشيخ إلى التواجد النسائي فيها، مثل حضور لورا بوش زوجة الرئيس الأمريكي، وسوزان مبارك زوجة الرئيس المصري، وكثير من زوجات القادة والرؤساء والضيوف العاديين، وبالتالي كان طبيعيا جدا أن يصطحبها جمال مبارك، وأن تظهر فيه كاحدى السيدات بدون أن يكون لها حيثية.
وتحدث حمدي رزق عن نقطة يراها مهمة وهي أن "خديجة الجمال لا تفرض نفسها على أي مجتمعات منذ تزوجها جمال مبارك، ولم نشهد عضوية لها في أندية مثل اللوتاري أو الليونز أو غيرهما، مكتفية بأن تكون زوجة لجمال مبارك، وهي تستحق الاحترام لكونها لا تقحم نفسها على أدوار أو مجتمعات، ونادرا جدا ما نجد لها صورا في المجلات الاجتماعية". |
 |
تمتنع عن الصحافة وقال رزق "الملحوظة الجديرة بالاهتمام أن خديجة الجمال لا تجري حوارات صحفية، ولا تصدر عنها أقوال أو تصريحات في أي مناسبات، ولا تشاهد في مناسبات عامة أو اجتماعية توحي أو ترمز بأي شئ".
وأوضح أن جمال مبارك لا يقدم زوجته لأدوار، وهي تحترم جدا كونها زوجته وكفى، لدرجة أن النعي المنشور في جريدة الأهرام منذ أيام في عزاء قريبة لوالدها "الجمال" جاء اسمها مع اخوتها بنفس البنظ بدون تزيد.
وتابع حمدي رزق بأن "ظهورها في دافوس أمر عادي. قيل إن العدسات لاحقتها ومع ذلك لم نر صورة واحدة في الصحف المصرية تعبر عن ذلك سوى صورة وحيدة في الأهرام بتعليق خلا من اسمها".
ويرى أن خديجة الجمال لم تشكل ظاهرة في المجتمع المصري حتى الآن، فهي حريصة على أن تكون بجانب زوجها كزوجة فقط، لا يوجد لها دور ولا تخطط لذلك وليس لدينا ما ينبئ عن دور مستقبلي لها في أي حال من الأحوال. |
 |
ربط تعسفي وتزيد سياسي وقال حمدي رزق: لا يمكن الحديث في هذا السياق عن توريث لأن القضية شبه محسومة، فهناك دستور ينظم انتقال السلطة، وتعديلات المادة 76 حسمت الطريقة التي يتم بها ذلك، وبالتالي من التزيد السياسي القول إن هناك توريثا سيتم.
وتابع: كون البعض يرى أن المادة 76 مفصلة على جمال، أو تؤهل للتوريث، فهذا رأي يقابله رأي آخرين بأن هذه المادة تتيح الترشح لرئاسة الجمهورية لرؤساء الأحزاب ولأعضاء الهيئات العليا لها وللمستقلين بشروط معينة يراها البعض صعبة أو مستحيلة أو طبيعية، علما بأن فكرة التوكيلات الاجتماعية للمستقلين غير المنضمين لأحزاب معمول بها في أمريكا وبريطانيا وغيرهما.
وأكد رزق أن الربط بين حضور خديجة الجمال لهذا المنتدى في هذا التوقيت وبين التوريث هو ربط تعسفي.
لكن الكاتب الصحافي سليم عزوز يرى أن الوضع الطبيعي أن يلفت ظهور زوجة جمال مبارك في منتدى دافوس الأنظار، لأنه لم تجر العادة أن يصحب المسؤولين المصريين الآخرين زوجاتهم إلى مثل هذه المؤتمرات، ولا يمكن مقارنتها بزوجات الرؤساء والقادة الآخرين، لكونها لا تتمتع بأي صفة رسمية في الدولة.
وقال عزوز لـ"العربية.نت": سيستمر الجدل والاهتمام لأن زوجها لا يقدم نفسه على أساس أنه مسؤول عادي، وإنما على أساس أنه ابن الرئيس والقيادي في الحزب الحاكم، في مقابل أن الكثيرين يتعاملون الآن مع التوريث على أنه بات قدرا لمصر، وأن خلافة جمال لوالده هي مسألة وقت فقط.
ورأى عزوز في ذلك تبريرا للاحتشاد الاعلامي الأجنبي حول ظهور خديجة الجمال في دافوس كونهم يأخذون انطباعاتهم من تحليلات الرأي العام المصري، وبالتالي فهم يتعاملون معها بحسبانها سيدة مصر الأولى في المستقبل، لكن الحديث عن التوريث حتى الآن لم يخرج عن نطاق الكلام ولا يستند على تأكيدات.
ويقارن بينها وبين زوجة علاء مبارك شقيق زوجها قائلا: البعد السياسي وحده والجدل المستمر حول التوريث هو الذي يجعل أي ظهور لها محط اهتمام اعلامي لأن جمال رجل فاعل في الحزب الحاكم، بينما لا يتابع أحد الثانية ولا يعرف عنها شيئا لأن زوجها بعيد عن الأضواء السياسية. |
 |
الظهور والاحتجاب والتوريث وير نائب مجلس الشعب عن كتلة الاخوان المسلمين محسن راضي إن ظهور خديجة في أنشطة منتدى دافوس دون صفة رسمية لها يجعل المحللين يذهبون في اتجاه الاستدلال به على مستقبل عملية انتقال السلطة في مصر، مع أن جولات جمال وزيارته لفرنسا مثلا ولقائه برئيسها بدون أي صفة تنفيذية له هو الذي يجب أن يثير التساؤلات.
وأضاف أن عملية التوريث لا تحتاج لمتابعة ظهور أنشطة زوجة جمال مبارك لتأكيدها، لكنه قد يكون من الأشياء المكملة في نظر المتابعين، وفي نفس الوقت يرفض راضي تفسير احتجابها عن الأضواء لو حدث ذلك، تراجعا عن توريث السلطة.
وتم زفاف جمال مبارك وخديجة وهي ابنة رجل أعمال مصري معروف في 4 مايو 2007 في الفيللا الرئاسية بمنتجع شرم الشيخ جنوب سيناء، في عيد ميلاد والده التاسع والسبعين، واقتصر الحفل على العائلتين فقط وبعض المقربين.
واعتبرت أشهر خطيبة في مصر بعد خطبته إليه في عام 2005، وبعدها بعام ظهرت رسميا لأول مرة بجانبه في منتدى دافوس بشرم الشيخ في مايو 2006 ولفتت أنظار وسائل الاعلام التي استغرقت في وصفها في ذلك الحين، وذكرت أنها بدت كلاسيكية في ملابسها التي مزجت بين الأبيض والأسود، وقال عنها البعض إنها تتميز بنفس نمط الملكة رانيا زوجة ملك الأردن.
ووصفت صحيفة الجارديان البريطانية زواجها من نجل الرئيس المصري بأنه اتحاد كلاسيكي بين السلطة والمال في دولة تستأثر فيها نخبة صغيرة بكليهما، وأن هناك بعدا سياسيا لهذا الزواج اكثر من شهرتيهما.
وقالت "ليست مفاجأة أن يظل المصريون مقتنعين بأن حفل الزفاف جزء من تسلسل مخطط من أجل اعداده لمنصب أعلى في الدولة". |

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق