الثلاثاء، 13 يناير 2009

فلتر الفساد


فلتر الفساد
فلتر الفساد

فلتر الفساد أقوي وأعظم أنواع الفلاتر، ذو قوة ثلاثية جبارة، وعمر افتراضي أطول، ومدة ضمان أكبر!.. فلتر الفساد لا يسمح لفقير عديم المحسوبية بالنجاح في أي مسابقة سهواً!!..

ولا يسمح لأي مسؤول بالتوقيع لمواطن عادي بالموافقة علي طلبه، إلا إذا تم تذييل طلبه بالتزكية النيابية أو التوصية الشفوية العليا بالموافقة لفلان لأنه «تبعنا»!!.. فلتر الفساد وقوده البيروقراطية، ولا يعمل إلا من خلال الرشوة والوساطة والمحسوبية فقط لا غير!!..

ولقدرته الفائقة، فهو يتفوق في كل شيء، لأنه جهاز مانع فقط!.. يتفوق في صلابته علي الحديد، وفي قوته علي الفولاذ، إذ يصعب اختراقه بغير الوسائل السابق تحديدها!! فلا مرور أو عبور ولا تشهيل أو تسهيل إلا من تأتي تعليمات شفوية أو تحريرية بشأنه!!..

من تعاملوا معه وعايشوه أكدوا صحة ما سمعوه!!.. وبدوري أؤكد أنني لم أر معدماً تقدماً لقضاء مصلحة وأنجزها دورياً. أو فقيراً نجح في أي مسابقة عشوائياً!!.. ولم أقرأ أن هناك صاحب مشروع بصورة لافتة للنظر!!.. أو أري صاحب حق حصل عليه بالطرق الرسمية المشروعة، وإنما يسلك الطرق الملتوية لضمان السلامة والبعد عند الندامة!!..

فصاحب الحق إذا أراد الحصول عليه، فيجب أن يوسط أصحاب الحصانة، أو يسلك يده في جيبه!.. أو يرفع قضية ينتظر الحكم فيها أحفاده!.. أجزم يقيناً بأنني أستطيع تأليف كتب عن قدرات فلتر الفساد الخارقة، وانتصاره دوماً علي كل شيء موثقاً بالمستندات!!

فإذا كان فلتر الماء ضرورياً لتنقيته من التلوث.. فإن السبب الرئيسي لانتشار فلتر الفساد تغلغل ثقافة الحجب والمنع والرفض في وجدان الموظف المصري، وتمكن البيروقراطية العتيقة، التي عششت في دواوين الحكومة، حتي صارت كالوباء؟!.. وتهميش الفقراء وتجاهل شكاوي واستغاثات أصحاب الحقوق المشروعة، وسد القنوات الشرعية لهم!!..

ومن يخالفني في ذلك.. أرجوه أن يدلني علي من نجح في أي مسابقة عشوائياً أو ارتجالياً؟!.. أو وقع له مسؤول بالموافقة علي نيل حقه المشروع!! إذا كان الدستور ينص علي أن الجميع أمام القانون، سواء فإنني أري غير ذلك!!

ليست هناك تعليقات: