
المتابع لردود الأفعال الرسمية والشعبية العربية والدولية على مايحدث فى غزة سيعجب عندما يعلم أن الرئيس الأمريكى المنتخب براك أوباما لم يصرح بأى تصريح الى الأن بخصوص المجازر التى تحدث بحق شعب غزة على يد الجيش الأسرائيلى وبالطبع موقف الرجل موقف صعب جداً فهو من المعارضين للحرب على العراق وهو يدعى أنه يناصر حقوق الأنسان حول العالم وهو ايضاً الذى خاض الأنتخابات تحت عنوان وراية التغيير , أى تغيير كل السياسات الأمريكية التى انتهجها بوش خلال الأعوام الماضية ومن ناحية أخرى اوباما ما تمكن من الوصول للبيت الأبيض إلا بدعم اللوبى الصهيونى بالولايات المتحدة وهو يعلم أنه لو خرج وأدان العدوان على غزة فأن ذلك سيغضب اللوبى الصهيونى وسيغضب الكيان الأسرائيلى ولو خرج واعلن تفهمه لما تقوم به اسرائيل فأن الشعب الأمريكى الذى انتخبه لأنه جاء للتغيير ولتحسين صورة الولايات المتحد التى شوهها بوش بأفعاله وجنونه سيثور عليه وسيرفض أن يساند أوباما هذه الحرب ولذلك فضل براك أوباما التزم الصمت وعدم الحديث طوال الفترة الماضية وحتى اليوموعلى الجانب الآخر نعجب عندما نشاهد نفس الموقف يتخذه جمال مبارك الذى يسوق لنفسه ويسوق له من حولة على انه الرئيس القادم لمصر و الغريب فى الأمر أن هناك شبه تطابق فى موقف جمال مبارك مع موقف براك اوباما مع بعض التباين فى التفاصيل فجمال مبارك لم يخرج الى الأن ليرفض ويدين ما يحدث فى غزة وبالطبع لن يجرؤ أن يخرج ليؤيد ما تفعلة اسرائيل ولكن كان المنتظر من رجل لا يفوت فرصة إلا ويخرج ويصرح فيما يعنية من امور وفيما لا يعنية كان المنتظر أن يخرج وهو الذى يدعى انه يعبر عن قطاع عريض من شعب مصر كان عليه أن يدين وبقوة ما تفعلة اسرائيل ولكن نفس الحسابات ونفس المعطيات التى منعت اوباما هى التى منعت جمال مبارك فجمال مبارك يعلم علم اليقين أن وصوله للحكم خلفاً لأبيه مرهون بموافقة أمريكا واسرائيل وبرضاء أمريكى اسرائيلى ولذلك هو يخشى أن يغضب من بيدهم الأمر كما يظن وفى نفس الوقت هو يخشى أن يصرح بكلام يحسب عليه وهو يعلم أن الشعب المصرى غاضب وثائر بسبب ما يحدث لشعب غزة ولذلك لتزم الصمت واتخذ نفس الموقف الذى اتخذه براك أوباما والمفارقه واضحة جليه فأوباما أمريكى وهو ليس مسلم وليس عربى وهو فى النهايه لا يبحث إلا عن مصالحه ومصالح شعبه ولكن أن يتخذ نفس الموقف شخص مسلم وعربى ومصرى وليس هذا فحسب بل يدعى زوراً ويهتانا انه سيمثل شعب مصر في يوما ما فهذا هو العجب العجاب وهذه هى الطامة الكبرى ولذلك نقول جزى الله الشدائد كل خير فهى التى تظهر لنا من معنا ومن علينا من يمثلنا ومن هو الذى لا يمثل إلا نفسهولك الله يا غزة ولك الله يا شعب مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق