
صعد الرئيس المصري حسني مبارك الى سدة الحكم في أكثر الظروف حلكة ودرامية، فحادث المنصة في أكتوبر تشرين أول 1981 أودى بالرئيس السادات، وأصاب عددا من المحيطين به بجراح بالغة، ولكن الأثر النفسي الذي تركه الحادث على الصعيدين الداخلي والعالمي كان أبلغ أثرا.وفي تلك الفترة قبل 25 عاما، كان عدد قليل من المصريين يتوقع أن يتمكن "نائب الرئيس" من السيطرة على زمام الأمور، والاستمرار كل هذه السنوات في حكم البلاد. شعبية خافتةوعندما أدى الرئيس المصري القسم في 14 أكتوبر/ تشرين أول عام 1981، كانت شعبيته على الصعيد العالمي باهته.ولكن هذا القائد العسكري، سعى لأن يستخدم أهم عنصر في تركة سلفه السادات السياسية، وهو السلام مع اسرائيل، لينحت لنفسه مكانة على الصعيد العالمي.وعلى الصعيد الداخلي، مر مبارك بفترات اتسمت بالصعوبة والمعاناة، ولكن استمراره في توفير الاستقرار الاقتصادي، ومحاولات التنمية في البلاد، سمحت للمصريين بأن يقبلوا احتكاره للسلطة كل هذه السنوات.وشعر الرئيس المصري في السنوات الأخيرة بالضغوط المتزايدة عليه من الداخل والخارج للعمل على نشر الديمقراطية في البلاد، خاصة الضغوط الخارجية والتي تأتي من حليفه القوي، الولايات المتحدة.ولكن كثيرا من منتقدي مبارك يشككون في اخلاصه عندما يقول انه يعمل على أن تتسم العملية السياسية في مصر بالانفتاح.ويبقى السؤال الحيوي معلقا حتى الآن، وهو ببساطة: "هل الرئيس مبارك وفريقه السياسي على استعداد لخوض معركة سياسية في ساحة ديمقراطية نزيهة، وقبول مبدأ الفوز والخسارة؟"قانون الطواريءوواقع الأمر أن الرئيس المصري حكم البلاد على مدى ربع قرن بصفة عسكرية بسبب فرض قانون الطواريء في البلاد منذ توليه السلطة.وينص الدستور المصري على قيام دولة المؤسسات، واجراء انتخابات حرة، ولكن الواقع أن الانتخابات كانت دوما تجري لصالح مبارك، وأنه لم يضطر مطلقا لأن يخوض معركة انتخابية مفتوحة وعادلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق