السبت، 23 أغسطس 2008

الرئيس في الحلقة الثانية من كلمة للتاريخ

لثلاثاء, أبريل 26, 2005

الرئيس في الحلقة الثانية من كلمة للتاريخ‏:‏ أخضع لمحاسبة البرلمان وأمتثل بصفة دائمة لرأي الشعب


أكد الرئيس حسني مبارك رفض مصر القاطع لإقامة أي قواعد أجنبية فوق أراضيها‏,‏ وأن الشعب المصري لا يوافق علي مثل ذلك أبدا‏,‏ ويعتبر وجود قوات أجنبية علي أرضه بمثابة احتلال‏,‏ وأشار إلي أن المناورات المشتركة مع القوات الأجنبية ليست انتهاكا للسيادة الوطنية‏,‏ وأن من مصلحتنا القيام بتدريبات مشتركة للتعرف علي التكتيكات الجديدة‏,‏ والأجهزة الحديثة في العالم‏.‏ وشدد علي ضرورة الحفاظ علي قواتنا المسلحة قوية وبمستوي تدريب عال‏,‏ وأن خبرة المناورات المشتركة مع الإنجليز والفرنسيين والأمريكيين والإيطاليين‏,‏ وغيرهم هي الضمانة الأكيدة لعدم تكرار ما حدث عام‏67.‏ وقال الرئيس مبارك ـ في الحلقة الثانية من حواره مع الإعلامي عماد الدين أديب ـ كل واحد من أصدقائنا في الغرب وأمريكا يعلم تماما أننا في مصر لا نقبل وجود أي قاعدة عسكرية علي أرضنا‏.‏ وأضاف الرئيس ـ خلال الحلقة التي أذيعت بالتليفزيون مساء أمس ـ لا يمكن أن أعطي قاعدة لأي دولة أجنبية‏,‏ وهذا قرار لا يملكه الرئيس‏,‏ أو الحكومة‏,‏ خصوصا أننا معقدون منذ الاحتلال الإنجليزي لمصر‏,‏ ولا نقبل أي احتلال‏,‏ والحمد لله لا توجد قواعد أجنبية علي أرض مصر‏.‏ وأشار الرئيس إلي أن القواعد الأجنبية الموجودة في بلدان خارجية تمت الموافقة عليها برضاء الشعوب‏,‏ لكن الشعب المصري يرفض ذلك‏.‏ وقال‏:‏ أنا يهمني شعبنا‏,‏ فأنا مواطن مصري وشعبي في المقدمة‏,‏ وسلامة تراب الوطن واستقلاله في المقام الأول‏,‏ وجزء من مسئولياتي الوطنية‏,‏ طبقا لنص الدستور‏.‏ وقلل الرئيس مبارك من أهمية عدم قبول القوي العظمي لرفض مصر للقواعد الأجنبية‏.‏ وقال ـ ردا علي سؤال في هذا الشأن ـ والله هم أحرار‏,‏ ولابد أن يفهموا أن لكل بلد ظروفه وطبيعته‏,‏ ونحن في منطقة محل أطماع‏,‏ وشعبنا لا يوافق علي ذلك‏,‏ وكذلك البرلمان‏,‏ بسبب الحساسية الكبيرة من وجود قوات أجنبية مقيمة في مصر‏.‏ وحول المناورات المشتركة مع الدول الغربية وغيرها‏,‏ قال الرئيس‏:‏ إن مصلحتنا القيام بهذه التدريبات للتعرف علي الأجهزة الحديثة‏,‏ والتكتيكات الجديدة‏,‏ وأشار إلي أن ذلك ليس فيه انتقاص للسيادة الوطنية قائلا‏:‏ نحن الذين نوافق أو نرفض‏,‏ ولا أحد يجبرنا علي شيء‏,‏ ومنذ عامين لا نشارك في مناورات‏.‏ وأوضح أن القوات الأجنبية التي تأتي لمصر هي للتدريب المشترك‏,‏ والتعلم منها‏,‏ وليس لاحتلال الأرض‏,‏ أو البقاء فيها‏.‏ وأكد الرئيس أنه يمتثل بصفة دائمة لرأي الشعب‏,‏ ولا يستطيع أن يتعدي اختصاصاته‏,‏ وأنه ليس عيبا أن يرضخ الرئيس لرغبات شعبه‏.‏ وقال الرئيس‏:‏ إن القائد الأعلي للقوات المسلحة لابد أن يكون قادرا علي اتخاذ القرار الملائم في الوقت المناسب لمصلحة الشعب‏,‏ وضرب مثالا لذلك بقوله‏:‏ رفضت ضرب السودان بسبب محاولة اغتيالي في أديس أبابا‏,‏ علي الرغم من آراء دعتني إلي فعل ذلك‏,‏ فالقائد يجب أن يتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب لمصلحة الشعب‏.‏ وأوضح الرئيس أنه يخضع لمحاسبة البرلمان‏,‏ وأنه لا يستطيع إرسال قوات مصرية للخارج‏,‏ أو إعلان قرار حرب إلا بموافقة نواب الشعب بعد دراسة الموقف بالكامل في القوات المسلحة‏.‏ وكشف الرئيس مبارك أسرارا جديدة حول ثغرة الدفرسوار التي تسلل منها الإسرائيليون خلال حرب أكتوبر المجيدة‏,‏ وقال‏:‏ إن أمريكا هددت إسرائيل إما السماح بوصول الإمدادات للجيش الثالث المصري المحاصر آنذاك شرق السويس‏,‏ أو أن تتولي الطائرات الأمريكية بنفسها مسئولية الإمداد والتموين‏.‏ وقال الرئيس إنه اطلع علي برقية التهديد الأمريكية بنفسه‏.‏ وكشف الرئيس أيضا عن أن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد طلب من مصر خلال حرب أكتوبر قيام قواتنا الجوية بضرب مدينة حيفا داخل إسرائيل بالقاذفات لتخفيف الضغط علي سوريا‏.‏ وذكر الرئيس‏:‏ قلت لهم‏:‏ حيفا أقرب لكم‏,‏ ونحن قد لا نصل إلي الهدف‏,‏ لكن الرئيس السادات أخذ القرار لمساعدة سوريا‏.‏ وكشف الرئيس ـ للمرة الأولي أيضا ـ عن أن خطة القوات الجوية في حرب أكتوبر كتبت يوم‏25‏ أبريل‏1973.‏ وقال‏:‏ إنه لم يكن لديه أي طموح سياسي‏,‏ وإنه بعد حرب‏73‏ كان يأمل في تعيينه سفيرا في لندن ليستريح قبل وصوله إلي سن المعاش‏,‏ لكنه فوجئ باختيار السادات له نائبا لرئيس الجمهورية‏,‏ وأن ذلك كان بمثابة صدمة له‏,‏ وأن السادات أعطاه صلاحيات أكثر من اللازم كنائب لدرجة أن البعض أخذ في تدبير المقالب السياسية ضده‏.‏ وأكد الرئيس مبارك أنه يحرص في عمله علي الاستفادة من خبرة وإمكانات كل كفاءة مصرية‏,‏ وأنه لا يتحسس من كون الشخص معارضا‏,‏ وأنه يتشاور باستمرار مع شخصيات لا تنتمي للحزب الوطني الحاكم‏.‏ داخل غرفة عمليات القوات الجوية امتد حوار الرئيس حسني مبارك المهم مع الاعلامي عماد الدين أديب وكشف الرئيس ـ خلال الحلقة الأولي ـ العديد من المواقف في حياته العسكرية‏,‏ بداية من التحاقه بسلاح الطيران‏,‏ ومرورا بالأيام العصيبة التي عاصرت نكسة‏1967‏ وبعدها‏.‏

وكيف تمت عملية بناء القوات المسلحة التي بدأها الفريق محمد فوزي؟ وكيف تم تحديث سلاح الطيران؟ الأشهر الأربعة التي قضاها داخل غرفة العمليات قبل الحرب ولم يبت فيها يوما في بيته‏..‏ كيف كان الجميع قلقين من قرار الحرب والرئيس مبارك الوحيد الذي قال إن سلاح الطيران جاهز؟ وكيف تحرك الطيران يوم‏6‏ أكتوبر وماذا فعل هو؟ وكيف حقق الطيران المصري هدفه دون أن تزيد خسائره علي‏3 %‏ ولماذا انفجر جنود مصر مطلقين شعار الله أكبر دون تلقين؟ وكيف عبروا القناة دون انتظار للأوامر ولماذا صدرت الأوامر بتطوير القتال‏,‏ برغم أن الأهداف المطلوبة تحققت لمعاونة سوريا؟ واليوم يستكمل الرئيس كلمته للتاريخ ويشرح أسباب ثغرة الدفرسوار ولماذا رفض فكرة الانسحاب‏,‏ وحذر من خطورتها وأصر علي استكمال القتال؟ يحكي الرئيس قصة اختياره نائبا لرئيس الجمهورية والصلاحيات الكثيرة التي منحها له الرئيس السادات وجعلته تقريبا مسئولا عن كل شئون الرئاسة ومطلعا علي بعض القضايا وله خاتم خاص باسمه‏,‏ وفي الوقت نفسه عرضه لمقالب سياسية كثيرة‏.‏ الرئيس مبارك كشف أيضا عن أن قرارات الرئيس السادات لم تكن سببا في الثغرة‏,‏ وأنه لم يكن يتدخل في عمل القادة داخل غرفة العمليات‏,‏ بل كان يستمع للجميع‏.‏
الرئيس أجاب عن أسئلة مهمة عديدة منها‏:‏ ‏-‏ هل حرب أكتوبر كانت بضوء أخضر من أمريكا لتحريك مفاوضات السلام؟
‏-‏ هل كانت هناك قنوات اتصال سرية بين السادات وأمريكا؟
‏-‏ هل قصرت مصر في معاونة سوريا خلال الحرب؟
‏-‏ هل انهار السادات بسبب الثغرة؟
‏-‏ هل المناورات المشتركة انتهاك للسيادة الوطنية؟
‏-‏ وهل توجد قوات عسكرية لدول أجنبية في مصر؟

ليست هناك تعليقات: